نام کتاب : سيد الجنة الامام الحسن بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 74
وهذا راجع إلى أن البشر التفت إلى أن القوة الحقيقية هي قوة أن يقنع هذا
الطرف ذاك الطرف، وأن يدير أمر المفاوضات معه بشكل سليم، لا تحل القضايا على طريقة
البشر الأقدمين، من كان يملك سلاحا أقوى يستخدمه فورا، فيبيد هذا الجنس، أو هذه
الفصيلة أو هذا المجتمع.
لو أردنا أن نبني على هذه المقدمة، سوف نرى أن وثيقة الصلح التي عقدها
الإمام الحسن المجتبى سلام الله عليه، مع معاوية بن أبي سفيان، من أكثر الوثائق
ذكاء وحكمة، بدت فيها قدرة الإمام الحسن عليه السلام في أن يقرر
ولو على سبيل النظرية والاتفاق القانوني، أن يستحصل كل ما كان يريد، وأن يمنع خصمه
عن تحقيق ما كان يريد. لعلك تقول: لكن هذا لم يتم على أرض الواقع![1]
لأن معاوية لم يفِ ولم يلتزم بما كان قد وقع عليه.
والجواب على ذلك:هي مرحلتان:
الأولى: أن تصوغ وثيقة
قانونية وافية بما تريده من مطالب.
والثانية: أن
يلتزم بها الخصم وأن يطبقها.
[1] هذا
بالطبع وفقا للنظرية المشهورة في التاريخ، دون النظرية التي قدمها السيد البدري
والتي عرضناها في الصفحات الماضية والتي تشير إلى أنه حصل إلزام لمعاوية طيلة مدة
حياة الإمام الحسن، وأنه لم يتم نقض معاهدة الصلح عمليا بالمستوى الواسع إلا بعد
شهادة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام.
نام کتاب : سيد الجنة الامام الحسن بن علي نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 74