كذلك فقد روى عنه أصحابه ما صار فيما بعد كتابًا في وقتٍ كان الاتجاه الرسمي ينهى عن الكتابة والتدوين، لكن الإمام السجاد عليه السلام وعلى منهاج آبائه لم يكن ليرضخ في هذا الجانب للسلطة بحيث يعطي لها الشرعية في قراراتها المانعة السيئة.

ومن ذلك ما عرف برسالة الحقوق وهو النص الذي رواه عنه أبو حمزة الثمالي (ثابت بن دينار) ووصل إلينا بأسانيد معتبرة،[1]وقد كتب عن هذا النص المهم الكثير من الكتب المفيدة لعل أوسعها وأقدمها بالنظر إلى أيامنا، شرح رسالة الحقوق للمرحوم السيد حسن القبانجي، وسنلحق نص الرسالة في آخر الكتاب.

وبملاحظة سريعة لهذا النص السجادي، الذي تحدث عنه كثيرون باعتباره نصا في حقوق الإنسان.. سوف نلاحظ أولا أن المنطلق فيه هو الحقوق التي على الإنسان وليس حقوق الإنسان، ولو أردنا أن ندقق في مضمون تلك الرسالة والنص لقلنا إنه رسالة الواجبات، والحقوق التي على الإنسان.

[1]) الروحاني؛ السيد محمد صادق: أجوبة المسائل في الفكر والعقيدة والتاريخ والأخلاق٢/١٠٣ قال في جواب سؤال هل سند رسالة الحقوق للإمام السجّاد عليه السلام معتبر؟ باسمهِ جلّت أسماؤه: الظاهر أنّ سند الشيخ النجّاشي قدس سره إلى رسالة الحقوق في غاية القوّة والاعتبار، وكذا قال الشيخ السبحاني في كتابه أضواء على عقائد الشيعة الإمامية، ص ١٧٠: رسالة الحقوق، أوردها الصدوق في خصاله بسند معتبر.