نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 199
وربما لأن العنوان " حقوق الإنسان" هو
الشائع في هذا الزمان لذلك انتشر هذا العنوان بهذه الصورة.
وقد يقول قائل: إنه لا فرق في ذلك! فإذا تحدثنا عن
واجبات الوالد تجاه ولده فنحن نتحدث عن حقوق الولد على والده؟ والجواب: أن هذا أولا
لا يصدق على كثير من العناوين الموجودة في النص، فمثلا يوجد فيه حق الصلاة،
والصدقة، والصوم.. فماذا نصنع في هذا التقسيم؟ وهكذا حقوق الجوارح: حق بطنك، وفرجك
ويدك..
وثانيا: إن نقطة
التوجيه تختلف اختلافًا كبيرًا، فإن حب الإنسان لذاته يجعله يعرف حقوقه ويدافع
عنها بل ويتخطاها إلى أخذ حقوق غيره، ويظلم الآخرين لتحصيل ما يحسبه حقًّا له!
فليس من الطبيعي والحال هذه أن يأتي الدين لكي يعزز هذا الاتجاه في نفس الإنسان
تجاه باقي الفئات الاجتماعية فضلا عن خالقه وعباداته. وإنما الصحيح أن يعرفه ما
يجب عليه ويرشده إلى ما هو مطلوبٌ منه، وهذا يذكرنا بما قاله نفسه عليه السلام
لأصحابه: "معاشر أصحابي أوصيكم بالآخرة، ولست أوصيكم بالدنيا، فإنكم بها مستوصون، وعليها حريصون. وبها مستمسكون".[1]