عليّ بن الحسين: كبرت كبيرا لا يقاس، ولا يدرك بالحواس، لا شيء أكبر من اللّه»، فلما قال: أشهد أن لا إله إلّا اللّه، قال علي: «شهد بها شعري وبشري، ولحمي ودمي. ومخي وعظمي»، فلما قال: أشهد أنّ محمدا رسول اللّه، التفت عليّ من أعلى المنبر إلى يزيد، وقال: «يا يزيد! محمد هذا جدي أم جدك؟ فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت، وإن قلت: إنه جدي، فلم قتلت عترته؟ [1]"

3/ خطبة الإمام السجاد على أبواب المدينة:

بعد تلك الرحلة المتعبة المكربة، رجع الإمام السجاد عليه السلام بعماته وأخواته ومن معهن من الشام إلى كربلاء فالمدينة، وعلى بوابة المدينة صادفه بشر بن حذلم، فانتدبه الإمام ليرثي الحسين عليه السلام عند أهل المدينة ويخبرهم عن مقدم زين العابدين إلى بوابة المدينة، فما كان من الناس رجالًا ونساء إلا أن خرجوا لاستقباله وعياله، وضجت الجموع بالبكاء وأظهرت الأسى لما أصاب عترة المصطفى من الأذى، فقام عليه السلام وسط تلك الجموع وأومأ بيده أن اسكتوا فسكتوا فقال:

الحمد لله رب العالمين مالك يوم الدين بارئ الخلائق

[1](الخوارزمي: الموفق؛ مقتل الحسين 2/78.