نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 67
قد أصاب فقد أخطأت، وإن كنت قد أصبت فقد أخطأوا،
فاختر من هاتين الخلّتين أيّتهما شئت وأحببت، وقد بعثت إليك بهديّة تشبه محلّك
وأحببت أن تجعل ردّ ذلك الطراز إلى ما كان عليه في جميع ما كان يطرّز من أصناف
الأعرق حاجة أشكرك عليها وتأمر بقبض الهديّة. وكانت عظيمة القدر.
فلمّا قرأ عبد الملك كتابه ردّ الرسول وأعلمه أن
لا جواب له ولم يقبل الهديّة. فانصرف بها إلى صاحبه، فلمّا وافاه أضعف الهديّة
وردّ الرسول إلى عبد الملك وقال: إني ظننتك استقللت الهديّة فلم تقبلها ولم تجبني
عن كتابي فأضعفت لك الهديّة وأنا أرغب إليك في مثل ما رغبت فيه من ردّ هذا الطراز
إلى ما كان عليه أوّلا. فقرأ عبد الملك الكتاب ولم يجبه وردّ الهديّة. فكتب إليه
ملك الروم يقتضي أجوبة كتبه ويقول: إنّك قد استخففت بجوابي وهديّتي ولم تسعفني
بحاجتي فتوهمتك استقللت الهديّة فأضعفتها فجريت على سبيلك الأوّل وقد أضعفتها
ثالثة، وأنا أحلف بالمسيح لتأمرنّ بردّ الطراز إلى ما كان عليه أو لآمرنّ بنقش
الدنانير والدراهم، فإنّك تعلم أنّه لا ينقش شيء منها إلّا ما ينقش في بلادي. ولم
تكن الدراهم والدنانير نقشت في الإسلام. فينقش عليها من شتم نبيّك ما إذا قرأته
ارفضّ جبينك له عرقا، فأحبّ أن
نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 67