نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 68
تقبل هديّتي وتردّ الطراز إلى كان عليه وتجعل ذلك
هديّة بررتني بها ونبقى على الحال بيني وبينك.
فلمّا قرأ عبد الملك الكتاب غلظ عليه وضاقت به
الأرض وقال: احسبني أشأم مولود ولد في الإسلام لأني جنيت على رسول اللّه، صلى
اللّه عليه وسلم، من شتم هذا الكافر ما يبقى غابر الدهر ولا يمكن محوه من جميع
مملكة العرب. إذ كانت المعاملات تدور بين الناس بدنانير الروم ودراهمهم. وجمع أهل
الإسلام واستشارهم فلم يجد عند أحد منهم رأيا يعمل به. فقال له روح بن زنباع: إنّك
لتعلم الرأي والمخرج من هذا الأمر ولكنّك تتعمّد تركه. فقال: ويحك من؟ قال: الباقر
من أهل بيت النبيّ صلى اللّه عليه وسلم! قال: صدقت ولكنّه أرتج عليّ الرأي فيه.
فكتب إلى عامله بالمدينة: أن أشخص إليّ محمّد بن
عليّ بن الحسين مكرما ومتّعه بمائتي ألف درهم لجهازه وبثلاثمائة ألف درهم لنفقته
وأزح علّته في جهازه وجهاز من يخرج معه من أصحابه واحتبس الرسول قبله إلى موافاته
عليّ. فلمّا وافى أخبره الخبر فقال له عليّ: لا يعظمنّ هذا عليك، فإنه ليس بشيء من
جهتين: إحداهما أنّ اللّه جلّ وعزّ لم يكن ليطلق ما يهددك به صاحب الروم في رسول
اللّه صلى اللّه عليه وسلم، والأخرى وجود الحيلة فيه.
نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 68