نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 94
في كل العالم
الإسلامي، أمرٌ ليس له نظير، وذلك أنه عبر المأتم الحسيني وذكر مصيبته سلام الله
عليه بقيت أهدافه واستطاعت أن تخترق كيان الظالمين في كل العصور بالرغم من
محاربتهم لهذه الذ كرى.. هذا التذكير كان من أعمال الإمام السجاد وتأسيسه عليه
السلام.
وقد سلك هذا
التذكير طرقا متعددة فكانت الإثارة العاطفية والوجدانية حاضرة من خلال بكائه عليه
السلام، وتذكره مصيبة أبيه وإبكائه غيره، كما نرى في الحديث المروي عن الإمام
الصادق عليه السلام حيث قال: ".. وأما علي بن الحسين فبكى على الحسين عليهما
السلام عشرين سنة أو أربعين سنة، وما وضع بين يديه طعام إلا بكى، حتى قال له مولى
له: جعلت فداك يا بن رسول الله، إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين. قال: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)[1]إني
لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة".[2]
[2]) كامل
الزيارات، جعفر بن محمد بن قولويه، ص ٢١٣، و الخصال، الشيخ الصدوق، ص
٢٨٧،
وفي غيرهما ويلاحظ أن في الحديث ترديدا من جهة عدد السنوات " عشرين أو أربعين
سنة" والفترة التي بقيها الإمام زين العابدين عليه السلام من بعد أبيه (61هـ
ـ إلى 95) هي اربع وثلاثون سنة! وقد يكون هذا الترديد من جهة أحد الرواة، إذ لا
يحتمل أن يكون من الإمام عليه السلام ولا سيما في هذه المسافة التي تصل إلى الضعف
بين العشرين والأربعين.
نعم
في حديث عن الإمام الباقر عليه السلام التحديد بالعشرين؛ كما عن الشيخ الصدوق في الخصال/
٥٣٢، قال أبو جعفر: " ولقد كان بكى على أبيه الحسين عليه
السلام عشرين سنة، وما وُضع بين يديه طعام إلا بكى".
نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 94