نام کتاب : سيد العابدين الإمام علي بن الحسين نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 95
ويشرح حديث
آخر عنه عليه السلام السبب في كثرة البكاء واستمراره في قوله جوابا لمن سأله:"
يا ابن رسول الله أما آن لحزنك أن ينقضي؟! فقال له: ويحك إن يعقوب النبي عليه
السلام كان له اثنا عشر ابنًا فغيب الله عنه واحدًا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه
عليه، وشاب رأسه من الحزن، واحدودب ظهره من الغم، وكان ابنه حيًّا في الدنيا وأنا
نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني؟"[1]
وهكذا كان
يستفيد من كل فرصة تنفع في التذكير بقضية كربلاء لتكون حاضرة قائمة بين الناس حتى
لو مر عليها سنوات طويلة. هذا على مستوى العاطفة والبكاء الشخصي
وعلى مستوى
الإعلام فإننا نعتبر أن أول خطيب تحدث عن تفاصيل في الواقعة ربما لم تنقل عن غيره
كان الإمام السجاد.. فأول مجلس حسيني في العالم وكان الحضور فيه عامًّا وكثيفا
إنما خطب فيه الإمام السجاد، وكان ذلك في الشام بحضور شخصيات الدولة وأعيان
المجتمع وعامة الناس، حين استأذن لصعود المنبر وخطب تلك الخطبة العصماء التي جاء
فيها: أيها الناس: فمن عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أُعرّفه نفسي، أنا ابن
مكّة