نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 142
وبعد
أن أورد هذه التفاصيل التي تتفق مع غيرها في مسمومية العنب، وكيفية سمه، بل
والدافع إلى ذلك من قول جده في المنتظم، وقد نقلناه آنفا.. انقلب على عقبه فقال:
«وقد زعم قوم أن المأمونَ سمَّه، وليس كما ذكروا؛ فإنّ المأمون حزن عليه لمّا مات
حُزْنًا لم يحزنْه على أحد، وكتب إلى الآفاق يعزُّونه فيه ولو أنه سُمَّ مَن يوثق
به؟ فإن الطبريَّ قال: مات فجأةً، أكل عِنَبًا فأكثر منه».
وجَرّ
على هذا المنوال ابن خلكان وابن الأثير فقال كل منهما بأنه أكثر من أكل العنب
ويقال إنه سُم في العنب.
وقد
ذكرنا في الصفحات السابقة أن الحزن لم يكن أكثر من تمثيلية لم تنطل على أهل ذلك
الزمان بل قالوا: إنّ المأمون هو الذي قتله! نعم بقيت لتخدع السذج فيما بعد! وهذا
يشبه أن نقول لمن تم اغتيالهم بالسم على يد معاوية؛ إنهم أكثروا من أكل العسل! أو
اللبن! فماتوا.
ونقل
المقريزي[1] أن المأمون قد اتهم بسمه في عنب، وجمع
بينهما الطيب بامخرمة[2] في كتابه
قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر، فقال: قيل إنه أكل عنبًا فأكثر منه فمات وقيل
مات مسمومًا.