نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 16
يقبله
ويمص لسانه، ويضعه على عاتقه ويضمه إليه ويقول: بأبي أنت ما أطيب ريحك وأطهر خلقك
وأبين فضلك! قلت: جعلت فداك لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودة ما لم يقع لاحد
إلّا لك، فقال لي: يا مفضل هو مني بمنزلتي من أبي عليه السلام { ذُرِّيَّةً
بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }[1] قال: قلت: هو صاحب هذا الامر من بعدك؟ قال: نعم من أطاعه
رشد ومن عصاه كفر»[2].
وفي
هذا الإطار كان والده يتعامل معه بطريقة خاصة أشار إليها بعض الرواة بقوله: قال:
«كان موسى بن جعفر عليهما السلام يسمي
ولده عليًّا عليه السلام : الرضا وكان يقول: ادعوا
لي ولدي الرضا وقلت لولدي الرضا، وقال لي ولدي الرضا وإذا خاطبه قال: يا أبا
الحسن»[3].
وفوق
هذا كان قد نص صراحة في مواضع، وإشارة في مواضع أخر، ومع ملاحظة التقية أحيانًا
على إمامته ووجوب طاعته، حتى عرف ذلك عنه أقاربه وأصحابه، فقد دخل محمد بن إسماعيل
بن
[2] المجلسي؛
بحار الأنوار٤٩/٢٣، عن عيون أخبار الرضا عليه السلام
للصدوق: أبي، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه، عن عبد الله بن عبد الرحمن عن المفضل.
والكفر هنا بمعنى المخالفة العملية للواجب الإلهي مثل ما جاء في الحج { مَنِ
اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا }. {وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ
غَنِيٌّ ..}.
[3] بن
بابويه؛ محمد بن علي (الشيخ الصدوق): عيون أخبار الرضا عليه السلام ١/٢٣:
الدقاق، عن الأسدي، عن سهل، عن عبد العظيم الحسني، عن سليمان بن حفص.. وفي هذا ما
يشير إلى تخطئة القول الذاهب إلى أن تلقيبه بالرضا كان من جهة المأمون العباسي وأن
ذلك بسبب تراضيهم على ولايته للعهد، فإن نداء أبيه إياه بالرضا يفترض أنه كان في
زمان هارون وقبل شهادة الإمام موسى سنة 183 هـ بينما كانت
ولاية العهد ما بعد سنة 200 هـ.
نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 16