نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 168
قال له
الإمام: إن كانت هذه الخلافة لك والله جعلها لك فلا يجوز لك أن تخلع لباسًا ألبسك
الله وتجعله لغيرك وإن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك.
فقال
له المأمون: يا بن رسول الله فلا بد لك من قبول هذا الأمر، فقال: لست أفعل ذلك
طائعا أبدا.
فقال
له: فإن لم تقبل الخلافة ولم تجب مبايعتي لك فكن ولي عهدي له تكون الخلافة بعدي.
فقال
له: أعفني من ذلك يا أمير المؤمنين.
فقال
له المأمون - كلاما فيه التهديد له على الامتناع عليه وقال في كلامه -: إن عمر بن
الخطاب جعل الشورى في ستة أحدهم جدك أمير المؤمنين عليه السلام وشرط فيمن خالف منهم أن يضرب عنقه، ولابد من قبولك ما أريد منك فإني لا
أجد محيصًا عنه.
فقال
له الرضا عليه السلام : فإني أجيبك إلى ما تريد
من ولاية العهد على أنني لا آمر، ولا أنهى، ولا أفتي، ولا أقضي، ولا أولي، ولا
أعزل، ولا أغير شيئا مما هو قائم، فأجابه المأمون إلى ذلك كله[1].
[1] الإرشاد
للشيخ المفيد: ج2، ص259 وقد نقله الشيخ الصدوق مفصلًا في عيون الأخبار ج ٢/
١٥١عن أبي الصلت الهروي:
قال: إن المأمون قال للرضا عليه السلام يا بن
رسول الله قد عرفت علمك وفضلك وزهدك وورعك وعبادتك وأراك أحق بالخلافة مني فقال
الرضا عليه السلام
بالعبودية لله عز وجل أفتخر وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر الدنيا وبالورع
عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم، وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند الله عز وجل
فقال له المأمون: فإني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلافة وأجعلها وأبايعك فقال له
الرضا عليه السلام: إن
كانت هذه الخلافة لك والله جعلها لك فلا يجوز لك أن تخلع لباسا ألبسك الله وتجعله
لغيرك وأن كانت الخلافة ليست لك فلا يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك، فقال له
المأمون يا بن رسول الله فلا بد لك من قبول هذا الامر، فقال: لست أفعل ذلك طائعًا
أبدًا فما زال يجهد به أيامًا حتى يئس من قبوله فقال له: فإن لم تقبل الخلافة ولم
تجب مبايعتي لك فكن ولي عهدي له تكون الخلافة بعدي.
فقال الرضا عليه السلام: والله لقد حدثني أبي، عن
آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام، عن رسول الله صلى الله
عليه وآله إني أخرج من الدنيا قبلك مسمومًا مقتولًا
بالسم مظلومًا تبكي علي ملائكة السماء وملائكة الأرض وأدفن في أرض غربة إلى جنب
هارون الرشيد فبكى المأمون، ثم قال له: يا بن رسول الله ومن الذي يقتلك أو يقدر
على الإساءة إليك وأنا حيٌّ؟ فقال الرضا عليه
السلام: أما إني لو أشاء أن أقول لقلت من يقتلني؟
فقال المأمون: يا بن رسول الله إنما تريد بقولك هذا التخفيف عن نفسك ودفع هذا
الامر عنك، ليقول الناس إنك زاهد في الدنيا!
فقال الرضا عليه السلام: والله ما كذبت منذ خلقني
ربي عز وجل وما زهدت في الدنيا للدنيا وأني لأعلم ما تريد!
فقال المأمون وما أريد؟ قال الأمان على
الصدق قال: لك الأمان، تريد بذلك أن يقول الناس إن علي بن موسى الرضا عليهما السلام لم
يزهد في الدنيا، بل زهدت الدنيا فيه ألا ترون كيف قبل ولاية العهد طمعا في
الخلافة؟ فغضب المأمون: ثم قال إنك تتلقاني أبدا بما أكرهه وأمنت سطوتي فبالله
أقسم لئن قبلت ولاية العهد وإلا أجبرتك على ذلك فإن فعلت وإلا ضربت عنقك، فقال
الرضا عليه السلام: قد
نهاني الله تعالى أن ألقي بيدي إلى التهلكة فإن كان الامر على هذا فافعل ما بدا لك
وأنا أقبل على أني لا أولي أحدا ولا أعزل أحدا ولا أنقض رسما ولا سنة وأكون في
الامر من بعيد مشيرا فرضي منه بذلك وجعله ولي عهده على كراهة منه عليه السلام بذلك.
نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 168