نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 25
المعصومين،
وبصائرهم النيرة فإنهم يصححون دينهم إذ أن (أول الدين معرفته) أي معرفة الله
سبحانه، فإذا أخطأت هذه المعرفة الطريق وانتهت إلى التجسيم والتشبيه أو نسبة الظلم
والعبث إلى الخالق فإنها لا تؤثر في زمانها فقط بل تتحول كما هو الحاصل إلى منهج
لا نزال نجد آثاره إلى أيامنا بعد مرور أكثر من ألف ومئتي سنة!
وكذلك
الحال في سائر الأمور كطريق التعامل مع القرآن الكريم، ونبذ المناهج الخاطئة في
فهمه، وما يرتبط بالأحكام الشرعية، وغيرها.
وبالمختصر
فإنه لما كان هدف حياة الإنسان {وَمَا
خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }[1]،
فإن البرنامج الصحيح الذي يحقق هذا الهدف
والانشغال به هو أهم الأعمال، ولذلك قال الله لنبيه { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ
الْمُؤْمِنِينَ }[2] فعمل الأنبياء والمرسلين والأئمة والأوصياء هو ضمن هذا
الإطار.
وقضى
الإمام الرضا عليه السلام كل عمره في هذا البرنامج،
أي من كونه في حوالي العشرين من العمر إلى أن استشهد سنة 203 هـ . وعمره 55
سنة، وهي مدة طويلة تصل إلى نحو 35 سنة من التبليغ