نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 55
تفهم
كلماته عليه السلام ، وهذا ما يلحظه الناظر في
نهج البلاغة من خطبه وكلماته. بل وقد تكلم في مباحث علمية كانت - في أكثر أبعادها
- أرقى من عقول معاصريه[1]، لكنه
تركها لمن بعده ممن ينتفع بها. وأنه لو واتته الظروف بنحو أفضل فحيث أنه عنده «علم
الأولين والأخرين، لحكم بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم،
وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، حتى ينادي كل كتاب بأن
عليًّا حكم بحكم الله فيّ»[2].
والثانية: كانت في زمان الإمامين
محمد الباقر وابنه جعفر الصادق عليهما السلام، فإنه
في زمانهما انتشر عنهما علم كثير وأخذ عنهما العلماء، في فنون العلم المختلفة ما
لم يكن معهودا قبلهما، حتى لقد قال الحسن بن علي الوشاء، إنه رأى في مسجد الكوفة
تسعمائة شيخ؛ كل منهم يقول حدثني جعفر بن محمد[3]..
والمرحلة الثالثة: كانت على يد
الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام ، عالم
آل محمد، حيث أكمل ما نقص من نشر العلوم
[1] العجيب
أن بعض المتأخرين من مدرسة الخلفاء ممن شككوا في نسبة نهج البلاغة للإمام عليّ عليه السلام، رأوا
أن في علو مستواها عن عصر الإمام دليلا! على أنها ليست له وإنما قد تكون لمثل
الشريف الرضي أو غيره، فهم استكثروا على الإمام الخوض في مطالب لم يستكثروها على
الشريف الرضي.. فتأمل وتعجب!
[2] ومن
أراد التفصيل في سيطرة الإمام على العلوم المختلفة وبثه إياها في الأمة، فليرجع
إلى مقدمة ابن أبي الحديد في كتابه شرح النهج.
[3] وسيتم
الاشارة إلى تفاصيل تلك المدرسة العلمية الكبيرة التي قادها بحكمة وإتقان الإمامان عليهما السلام عند
الحديث عن سيرتهما.
نام کتاب : عالم آل محمد الإمام علي بن موسى الرضا نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 55