ومما نستفيد منها أن هناك مشكلتين عند البشر؛ فالكثير منهم لا يلتفتون إلى عداوة الشيطان لهم، خاصة وأنه يدعوهم الى ما فيه الشهوات ورغبات النفس، فيرونه أقرب من غيره لهم، لمّا كان يتوافق مع رغباتهم، ويغفل بعضهم عن أن الشيطان عدو حقيقي واقعي.

كما أن هناك مشكلة أخرى وهي أن البعض قد يعرفون عداوة الشيطان لهم، لكنهم لا يتخذون منه موقف المعاداة من الناحية العملية، فهم لا يتخذونه عدوًّا وليسوا مستعدين لمقاومته بالشكل الكامل أو طرده من حياتهم.

هذا عن الشيطان، ومن جهة أخرى فقد تحدث القرآن الكريم عن أئمة الكفر وطواغيت البشر؛ فهذا فرعون قد تحدثت عنه آيات القرآن الكريم كثيرا حتى قيل إنه ذكر (74 مرة ) في 27 سورة! وكذلك تحدث عن نمرود في عدد من المواضع، وعن أئمة الكفر من قريش.. هذا مع أن القرآن الكريم هو الكتاب المبارك والكريم الذي أنزله الله على نبيه العظيم، لكن مع ذلك فقد احتلت قصص الشيطان وأتباعه، وأئمة الكفر وأشياعهم مساحة هامة من آياته.

والغرض من ذلك كله تعريف المؤمنين بطرق شياطين الجن والإنس، وطريقة تفكيرهم الباطلة، وأساليبهم المخادعة. ولا ريب أن هؤلاء الذين قاتلوا الإمام الحسين عليه السلام، كانوا كشياطين الجن يتحركون بنفس طرقهم وأساليبهم، ولا يكتفون بالمعصية