نام کتاب : عصبة الاثم للاخراج نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 174
استفاد من أرضية الصلاح في أسرته واستمر عليها فقد
أفلح، وإلّا يكون حاله حال غيره من المنحرفين.
وربما بهذا يمكن الجمع بين طرفي الآية المباركة: (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ
نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا ۚ كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ
يَشْكُرُونَ.)[1]
نعم ؛ الحجة على هؤلاء الذين عاشوا في بيئة صالحة ثم
انتكسوا وأصبحوا من أركان الفساد، هي أعظم وعذابهم أشد، باعتبار أن الله سبحانه قد
هيأ لهم من الظروف ما يناسب الاستقامة على دربه ولكنهم ركلوا ذلك وانتموا إلى عالم
الشيطان والمنكر!
وحديثنا في هذه السطور عن شخصين كانا من نماذج (الذي
خبث لا يخرج إلا نكدا)؛ وذلك أن أسرتهما الأكبر " عبد القيس " كانت
معروفة بقوة الموالاة لعلي بن أبي طالب وأهل البيت عليهم السلام، وكان أبوهما منقذ
بن النعمان العبدي من حملة الرايات في حرب الجمل، وحامل الراية يكون صاحب صفات
مميزة لدى من يعطيه الراية، إما في قوة بأسه وشجاعته، أو في شدة إخلاصه، أو في
كونه رأس قبيلته.. أو ما شابه ذلك من المميزات! ولا توجد معلومات عن الوالد غير
أنه كان قد دفعت له راية عبد القيس في حرب الجمل بعدما استشهد من سبقه في حملها،[2]وهل
أنه استشهد بعدهم أو لا؟
[2]([257] الطبري 4/ 521 : ".. وكانت راية عبد
القيس من أهل الكوفة مع القاسم بن مسلم، فقتل وقتل معه زيد بن صوحان وسيحان بن
صوحان، وأخذ الراية عدة منهم فقتلوا، منهم عبد الله بن رقبة، وراشد ثم أخذها منقذ
بن النعمان، فدفعها إلى ابنه مرة بن منقذ، فانقضى الأمر وهي في يده"
نام کتاب : عصبة الاثم للاخراج نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 174