نام کتاب : كاظم الغيظ الإمام موسى بن جعفر نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 217
وقد بينت إحدى رسائل الإمام عليه السلام التي أرسلها من داخل السجن إلى علي بن سويد السائي تلك المرحلة الجديدة
بقوله فيها: «كتبت تسألني عن أمور كنت منها في تقية، ومن كتمانها في سعة، فلما
انقضى سلطان الجبابرة، وجاء سلطان ذي السلطان العظيم بفراق الدنيا المذمومة إلى
أهلها، العتاة على خالقهم، رأيت أن أفسر لك ما سألتني عنه، مخافة أن تدخل الحيرة
على ضعفاء شيعتنا من قبل جهالتهم، فاتق الله عز ذكره وخص بذلك الأمر أهله، واحذر
أن تكون سبب بلية على الأوصياء أو حارشاً عليهم بإفشاء ما استودعتك، وإظهار ما
استكتمتك، ولن تفعل إن شاء الله.
إن أول ما أنهي إليك أني أنعى إليك نفسي في لياليَّ هذه، غير جازع ولا نادم
ولا شاك فيما هو كائن، مما قد قضى الله عز وجل وحتم، فاستمسك بعروة الدين، آل محمد
والعروة الوثقى الوصي بعد الوصي، والمسالمة لهم والرضا بما قالوا، ولا تلتمس دين
من ليس من شيعتك، ولا تُحبّن دينهم فإنهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله وخانوا
أماناتهم! وتدري ما خانوا أماناتهم؟ ائتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه، ودلوا
على ولاة الأمر منهم فانصرفوا عنهم، فأذاقهم الله لباس الجوع والخوف بما كانوا
يصنعون»[1].