نام کتاب : كاظم الغيظ الإمام موسى بن جعفر نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 218
وحين أرسل له هارون بعض وكلائه ليشيروا على الإمام بأن يعتذر[1] لهارون!
وعندها سيطلق سراحه من السجن وأنه لا ضرر عليه من ذلك الاعتذار، فرفض ذلك وقال
كلمته التي أصبحت من يومها راية تضم أصحاب النفوس العالية والمواقف الشامخة.
وقد نقلت عنه المصادر التاريخية من الفريقين هذه الكلمة الصاعقة: «إنه لن
ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نفضي جميعًا إلى
يوم ليس له انقضاء، يخسر فيه المبطلون»[2].
وقد أشرنا إلى كلمات أخر ومواقف للإمام عليه السلام، في فصل أدوار اعتقال الإمام موسى الكاظم، في صفحات سابقة، فليراجع.
2/ في سنة 179 تم اعتقال الإمام، وفي سنة 183 هـ تمت شهادته في سجن السندي
بن شاهك مسمومًا على ما هو المشهور بين المؤرخين.
ولم يكن أمر اغتياله صلوات الله عليه بالسم شيئًا منكرًا في عالم الحاكمين
حتى يتردد بعض المؤرخين ممن هم عبدة
[1] هي
الحيلة التي يلجأ إليها أكثر الطغاة من أنهم سيستفيدون من اعتذار المظلوم لهم في
إدانة نفسه، وتثبيت التهم الباطلة في حقه ثم قد يطلقونه ويمنون عليه في ذلك بعد أن
حطموا شخصيته وقد لا يطلقونه!
[2] الخطيب
البغدادي: تاريخ بغداد ١٣/٣٣، كما نقلها عنه ابن الجوزي
في صفة الصفوة، وابن الأثير في الكامل، والذهبي في تاريخ الإسلام وسير أعلام
النبلاء وغيرهم في غيرها.
نام کتاب : كاظم الغيظ الإمام موسى بن جعفر نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 218