نام کتاب : كاظم الغيظ الإمام موسى بن جعفر نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 219
السلاطين
في ذكر ذلك مع علمهم به، بل لم يكن أمر اغتيال الخصوم بكل وسيلة ممكنة شيئا طارئا،
فالذي ينظر مليًّا في موسوعة العذاب لعبود الشالجي، وهي قطرة من محيط القسوة
والحيوانية التي كانت تسيطر على أولئك الحاكمين، أو يرجع إلى كتاب أسماء المغتالين
من الأشراف لابن المحبر البغدادي، يرى أن قتله لو لم يكن بتلك الصورة من السم بعد
العذاب والتنكيل، كان مستنكرا ومستغربا!
بل كانت تصفياتهم بعضهم لبعض وتخلص بعضهم من بعض[1]
ما استطاعوا لذلك سبيلا هو الطريق المفضل لهم كيف لا وهم لا يرجون لله وقارًا،
ولا يعتقدون حقيقةً جنة أو نارًا! وإنما هي هذه الحياة الدنيا نموت ونحيا وما
يهلكنا إلا الدهر! هذه هي طريقة حياتهم، ودع عنك كلمات المنبر ووعظ العامة، فإنها
عندهم حديث خرافة يا ام عمرِو!
[1] فهذا
الربيع خادم العباسيين ووزير موسى الهادي العباسي، سمه الهادي هذا في كأس مسمومة
وجعله يشربها ومات من ليلته، كما في تاريخ الطبري 6/ 440. وتعاون هارون الرشيد مع
أمه الخيزران وهي أم الهادي لاغتيال أخيه موسى الهادي نفسه فسموه من سنته ومات على
إثر ذلك، وكان موسى الهادي يدبر في اغتيال أخيه الرشيد ويحيى البرمكي، ونفسه دس
لأمه السم في أكلة وأرسلها لها لتموت، لكنها لم تأكل منها.. وهكذا، وهارون دس
لإدريس بن عبد الله بن الحسن من يسمه وهو في أفريقيا وكان يفتخر بذلك! وقد ذكر كل
هذا وأمثاله في تاريخ اليعقوبي والطبري وتجارب الأمم لابن مسكويه... فراجع.
نام کتاب : كاظم الغيظ الإمام موسى بن جعفر نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 219