فصمه فيه وادع فيه بهذا الدّعاء» فهل الجهة التي خرج منها، المقصود بها الإمام العسكري أو الإمام المهدي عليهما السلام؟

لم يكن في الرواية ما ينص صراحة على أيهما عليهما السلام، وأما التعبير بـ « خرج » فإنه يقصد بذلك التوقيع، وليس هناك حديث مباشر ينقله الراوي عن الإمام عليه السلام..

لكن يستفاد من تتبع هذا التركيب (خرج من أو إلى) أنه متكررٌ كثيرًا في التوقيعات الصادرة من الإمام العسكري عليه السلام.[1]وهذه احدى القرائن على كون الزيارة ـ الدعاء صادرا منه عليه السلام.

وكذلك فإن ورود اسم القاسم بن العلاء الهمداني وتوصيفه بأنه وكيل أبي محمد يعني الحسن العسكري،[2]لعل فيه

[1]) في مسند الإمام العسكري، في مواضع متفرقة جاء ما يلي: ص 70/ حدّثنا أحمد بن إسحاق قال: خرج عن أبي محمّد عليه السلام إلى بعض رجاله.

وفي ص 135 / حدّثني موسى بن جعفر بن وهب البغداديّ أنّه خرج من أبي محمّد عليه السلام توقيع: « زعموا أنّهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل وقد كذّب اللّه عزّ وجلّ قولهم والحمد للّه ».

وفي ص ١٤٦/ خرج لإسحاق بن إسماعيل من أبي محمد عليه السلام توقيع: يا إسحاق بن إسماعيل سترنا اللّه وإياك بستره وتولّاك في جميع أمورك بصنعه..

وفي ص 181/ عن رجاء بن يحيى بن سامان الكاتب قال: هذا ممّا خرج من دار صاحبنا وسيدنا أبي محمّد الحسن بن عليّ صاحب العسكر الآخر عليه السلام في سنة خمس وخمسين ومائتين قال: إذا أردت دخول المسجد فقدّم رجلك اليسري قبل اليمنى..

وفي ص 263 / في نقل الرواية عن شيخ الطائفة الطوسي وهي محل الحديث.

وفي ص 281 / خرج في بعض توقيعاته عليه السلام عند اختلاف قوم من شيعته..

[2]) ذكره السيد الخوئي في معجم رجال الحدِیث 15: 36 فقال: من وكلاء الناحية، وممن رأى الحجة عليه السلام، ووقف على معجزته، ذكره الصدوق في كمال الدين: الجزء ٢، الباب ٤٧، في ذكر من شاهد القائم عليه السلام، الحديث ١٧.

وروى عن محمد بن محمد بن النعمان، والحسين بن عبيد الله، عن محمد بن أحمد الصفواني- (رحمه الله) -، قال: رأيت القاسم بن العلاء وقد عمر مائة سنة وسبع عشرة سنة، منها ثمانون سنة صحيح العينين، لقي مولانا أبا الحسن، وأبا محمد العسكريين(عليهما السلام).. (الحديث).

والرواية صحيحة وهي مشتملة على ما يدل على جلالة القاسم واختصاصه بالإمام (عليه السلام)، وكونه مورد عنايته.