الملاحظة الأولى: على مصدر القصة إن ابن شهراشوب (ت 588 هـ) قد نقلها عن كتاب التبديل لأبي القاسم الكوفي (ت 352 هـ) وأصلها من أبي القاسم هذا الذي وصف في كتب الرجاليين بأوصاف لا تشير إلى ضبطه، لا سيما في أواخر أمره وعمره، فقد قال عنه الشيخ الطوسي « علي بن أحمد الكوفي يكنى أبا القاسم كان إماميًّا مستقيم الطريقة وصنف كتبًا سديدة.. ثم خلط وأظهر مذهب المخمسة[1]وصنف كتبًا في الغلو والتخليط »[2] وقال عنه النجاشي إنه « رجل من أهل الكوفة كان يقول إنه من آل أبي طالب وغلا في آخر أمره وفسد مذهبه وصنف كتبًا كثيرة أكثرها على الفساد».[3]

بالطبع هذا كله لا يعني تكذيب القصة ولا ردها، ولكن يبقى مثار سؤال: أن حادثة من هذا النوع لا يرويها أحد من أصحاب

[1]) في هامش اختيار معرفة الرجال 2/ 702: الطوسي، قال المحقق للكتاب: المخمسة: طائفة من الغلاة يقولون بالتخميس، ومعناه عندهم لعنهم الله أن سلمان وأبا ذر والمقداد وعمارا وعمرو بن أمية الضميري، هم الخمسة الموكلون لمصالح العالم.

وأبو القاسم علي بن أحمد الكوفي المخمس الغالي صنف في ذلك كتابا وأظهر فيه بدَعًا ومقالات فاسدة.

[2]) المصدر نفسه. ونفس هذا الكلام قاله عنه ابن شهراشوب في كتابه معالم العلماء « من كتبه: أصل الأوصياء، كتاب في الفقه على ترتيب كتاب المزني، ثمّ خلط وأظهر مذهب المخمّسة، وصنّف في الغلوّ والتخليط ».

[3]) النجاشي: فهرست اسماء مصنفي الشيعة ( رجال النجاشي ) ص ٢٦٥.