اسم عبد المسيح الكندي معاصر للفيلسوف المعروف بالكندي ندرك ان الرواية المذكورة تخصه».[1]

وهذا الطريق جيد في أنه يحل مشكلة ورود اسم يعقوب بن إسحاق الكندي، ويحيل الأمر الى الخلط في الشخصيات وهو ليس ببعيد خصوصًا أن ناقل الخبر (وهو أبو القاسم الكوفي قد ذُكر بالتخليط وإن كان بمعنى آخر). لكنه لا يحل مشكلة أخرى وهي أنه يظهر من نتيجة الرواية قيام الكندي (أيًّا كان منهما) بتمزيق ما كتبه وتراجعه عن فكرته. والحال أن عبد المسيح الكندي (مع أنّه من الشخصيات المجهولة)[2]بقي على حاله مدافعًا عن المسيحية ومهاجمًا للإسلام.

كما أن ما ذكره من أن وفاة فيلسوف العرب يعقوب بن إسحاق الكندي كانت في 252 هـ لا تؤيده الروايات التاريخية وإنما تؤكد أنها كانت في سنة 256 هـ وهي تتناسب مع بداية فترة إمامة الإمام العسكري عليه السلام.

[1]) جعفريان؛ الشيخ رسول الحياة الفكرية والسياسية لأئمة أهل البيت (ع) ٢/٢٠٠.

[2]) سزگين؛ فؤاد: تاريخ التراث العربي ١ ق ٤/ ٥٥ قال فيه: عبد المسيح بن إسحاق الكندي وصلت إلينا من هذه الفترة المبكرة رسالة موضوعها جدل في الدين بين عبد المسيح بن إسحاق الكندي (لا نعرف عنه إلا اسمه) وبين صديقه عبد اللّه بن إسماعيل الهاشمي في حضرة الخليفة المأمون. وطلب من الكندي المسيحي في هذا الجدل أن يعتنق الإسلام، ولكن إجابته كانت رفضًا حادًّا. (أقول: هناك دراسات تشكك في مصداقية وجود رسالة متبادلة بين الاثنين وتؤكد أن واضع الرسالة: أصلًا وردًّا هو شخص واحد كان في القرن الرابع).