كالأنعام على وجوهكم عن الحق تصدفون، وبالباطل تؤمنون، وبنعمة الله تكفرون، أو تكذبون، ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض، فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غيركم الا خزي في الحياة الدنيا الفانية، وطول عذاب الآخرة الباقية، وذلك والله الخزي العظيم» والظاهر أنه ليس المقصود من هذه العبارات شيعة آل محمد فإنهم لا تنطبق عليهم الصفات الواردة بل بالعكس.

ولذلك فلا نعتقد صحة ما ذهب إليه المرحوم الشيخ آصف محسني من التشكيك[1]في صدور هذه الكلمات لشدّتها وقسوتها، فإن من الواضح أنه على طريقة (إياك أعني واسمعي يا جارة) وكم له من نظائر في القرآن والحديث.

4/ نجد أيضا في هذه الرسالة بيانا لفلسفة الفرائض الدينية، فإن العبد إذا عرفها أمكن أن يأتي بها بالنحو الأفضل ويقبل عليها بما ينبغي، فإن الله لم يفرضها لحاجته إليها، ولا افتقاره لها وإنما لرحمته للخلق، فبها يتميز الطيب ويتكامل ويعرف المقصر حد نفسه وبها تتفاضل الدرجات بين الخلائق. والعبادات منها ما يرتبط بالبدن ومنها ما يرتبط بالمال ومنها

[1]) المحسني؛ الشيخ محمد آصف: معجم الأحاديث المعتبرة ٢/ ٣١٠.