نام کتاب : والد المهدي الامام العسكري نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 158
فأتم
الله عليكم بالحق ومن كان مثلك ممن قد رحمه الله، وبصره بصيرتك ونزع عن الباطل ولم
يعم في طغيانه نعمه. فان تمام النعمة دخولك الجنة، وليس من نعمة وأن جل أمرها وعظم
خطرها الا والحمد لله تقدست أسماؤه عليها مؤدى شكرها.
وأنا
أقول الحمد لله مثل ما حمد الله به حامد إلى أبد الأبد، بما مَنّ عليك من نعمة،
ونجاك من الهلكة وسهل سبيلك على العقبة، وأيم الله أنها لعقبة كؤود شديد أمرها صعب،
مسلكها عظيم، بلاؤها طويل، عذابها قديم في الزبر الأولى ذكرها.
ولقد
كانت منكم أمورٌ في أيام الماضي عليه السلام إلى أن مضى لسبيله، صلى الله على روحه،
وفي أيامي هذه كنتم بها غير محمودي الشأن ولا مسددي التوفيق.
واعلم
يقينا يا إسحاق أن من خرج من هذه الحياة أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا، انها
يا بن إسماعيل ليس تعمى الابصار لكن تعمى القلوب التي في الصدور. وأيّةُ آيةٍ يا
إسحاق أعظم من حجة الله عز وجل على خلقه وأمينه في بلاده وشاهده على عباده، من بعد
ما سلف من آبائه الأولين من النبيين وآبائه الآخرين من الوصيين عليهم أجمعين رحمة
الله وبركاته.