نام کتاب : والد المهدي الامام العسكري نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 171
علي بن
محمد بن علي الرضا عليهم السلام، ولا سمعت
به في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته والسلطان
وجميع بني هاشم، وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر،
وكذلك القواد والوزراء والكتاب وعوام الناس
فإني كنت قائما ذات يوم على رأس أبي وهو يوم مجلسه للناس إذ دخل عليه حجابه فقالوا
له: إن ابن الرضا على الباب![1]
فقال بصوت
عال: ائذنوا له.
فدخل
رجل أسمر أعيَن حسن القامة، جميل الوجه، جيد البدن حدث
السن، له جلالة وهيبة، فلما نظر إليه أبي قام فمشى إليه خطًى ولا أعلمه فعل
هذا بأحد من بني هاشم ولا بالقواد ولا بأولياء العهد، فلما
دنا منه عانقه وقبل وجهه ومنكبيه وأخذ بيده فأجلسه على مصلاه الذي كان عليه، وجلس
إلى جنبه، مقبلًا عليه بوجهه،
وجعل يكلمه ويكنيه، ويفديه بنفسه وبأبويه، وأنا متعجب مما أرى منه
إذ دخل عليه الحجاب فقالوا: الموفق[2]
قد جاء، وكان الموفق إذا جاء ودخل على أبي تقدم
حجابه وخاصة قواده، فقاموا بين مجلس أبي وبين باب الدار سماطين إلى أن يدخل
[1]) كان كل من الإمام الجواد والهادي والعسكري يعرف بابن الرضا.