نام کتاب : والد المهدي الامام العسكري نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 173
أحد من
بني هاشم غير هذا، فان هذا يستحقها في فضله وعفافه وهديه وصيانة نفسه وزهده
وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه، ولو رأيت أباه لرأيت رجلًا جليلًا نبيلًا خيّرًا
فاضلًا، فازددت قلقًا وتفكرًا وغيظًا على أبي مما سمعت منه فيه ولم يكن لي همة بعد
ذلك إلا السؤال عن خبره، والبحث عن أمره، فما سألت عنه أحدًا من بني هاشم ومن
القواد والكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس إلا وجدته عندهم في غاية الاجلال
والاعظام والمحل الرفيع والقول الجميل والتقديم له على جميع أهل بيته ومشايخه
وغيرهم وكل يقول: هو إمام الرافضة، فعظم قدره عندي إذ لم أر له وليًّا ولا عدوًّا
إلا وهو يحسن القول فيه والثناء عليه.»[1]
ونركز
من هذه القصة على الجملة الأخيرة فيها وهي قوله: « فما
سألت عنه أحدًا من بني هاشم ومن القواد والكتاب والقضاة والفقهاء وسائر الناس إلا
وجدته عندهم في غاية الاجلال» يعني أن موقع الإمام ـ مع أنه
عندهم هو إمام الرافضة كما قالوا ـ كان في غاية الاجلال والإعظام، ويستوي في ذلك
الأسرة العباسية وعموم الهاشميين بل القادة العسكريون والقضاة والفقهاء.
لا
يقال: إذا كان كذلك فلماذا ضايقوه وآذوه وحاولوا اغتياله؟