فوجدت حمارًا مسرّجًا فدخلت إليه فوجدته جالسًا وقد لبس خفّه وطيلسانه وشاشيته فلما رآني نهض فأديت إليه الرسالة وركب فلما استوى على الحمار وقف فقلت له: فما وقوفك يا سيدي؟ فقال لي: حتى يخرج جعفر، فقلت: انما أمرني بإطلاقك دونه.

فقال: ترجع إليه فتقول له: خرجنا من دار واحدة جميعًا فإذا رجعت وليس هو معي كان في ذلك ما لا خفاء به عليك.

فمضى وعاد فقال له: يقول لك: قد أطلقت جعفرًا لك لأني قد حبسته بجنايته على نفسه وعليك وما يتكلّم به».[1]

ويشير الشيخ المفيد في الإرشاد إلى أنه عليه السلام قد حُبس عند نحرير الخادم في منزله، فهل كان هذا هو نفس السجن السابق الذي حبس فيه الإمام في شهر صفر 260 هـ، وأن هذا الخبر يشير إلى جهة أخرى منه أو هو سجن آخر في وقت سابق على سجن علي بن جرين (جرير)؟

لم يستبعد الشيخ الكوراني في كتابه عن الإمام العسكري أن يكون الإمام قد سجن قبل هذا مرة أو أكثر في زمان المعتمد.[2]

[1]) المصدر نفسه ٢٥٤.

[2]) الكوراني ؛ الشيخ علي: الإمام الحسن العسكري ٤٣٠.