ـ التعريف بخليفته المهدي عليه السلام:

فإنه عليه السلام عرّف أصحابه على إمامهم من بعده، ليؤكد حقيقتين؛ ولادته الفعلية وفيها ردٌّ على الفكرة التي أشاعها علماء مدرسة الخلفاء من أن المهدي حقيقة دينية ولكنه يولد في آخر الزمان قبيل ظهوره! فبين الإمام الحسن العسكري عليه السلام أن المهدي الذي جاءت بذكره الأخبار هو ابنه، وأنه قد ولد فعلا في حياة أبيه، وقام بعرضه على من يثق به من كبار شيعته. وقد ذكرنا في موضع آخر تفاصيل عن هذا التعريف به عليه السلام.

وليؤكد حقيقة ثانية وهي أن المهدي هو الخليفة من بعده وأن على المؤمنين إظهار ولائهم له، وبيعتهم إياه. وسنذكر حادثة واحدة هنا لما فيها من الجهات النافعة المتعددة في هذا الشأن.

فقد روى أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعريّ[1]قال: دخلت

[1]) مؤسسة الإمام الهادي ( ع ): أحمد بن اسحاق الثقة المرضي ص ١٤: كان أحمد بن إسحاق كبير القدر صالحًا صدوقًا ثقةً مرضيًّا مشهورًا وشيخ القمّيّين ووافدهم ، إذ كان علماء قمّ ومحدّثوهم في منزلةٍ عظيمةٍ من الورع والإتقان في الحديث والرواية والمعرفة بآل محمّدٍ عليهم السلام ، ولا يكون رسول قومٍ إلى الأمير أو السلطان أو الإمام إلّا أوجههم وأوثقهم وأرفعهم شأنًا وأسرعهم انتقالًا وأنصبهم إذنًا وأسبقهم خيرًا وأشرفهم نبلًا ؛ فإذا اختار مشايخ القمّيّين وأعاظمهم أحمد بن إسحاق وافدًا لهم على إمام زمانهم - صلوات اللَّه عليه - ظهر أنّه كان مقدّمهم وشيخهم وكبيرهم وأوثقهم في صفاته وأحواله وأفعاله عندهم. عاش رحمه الله في زمن إمامة أربعةٍ من أئمّة الهدى ، وهم: الجواد والهادي والعسكري والمهدي المنتظر سلام اللَّهِ عليهم أجمعين.