ولكي يكون الأمر عيانًا ووجدانًا فإنه عليه السلام أرى أحمد بن إسحاق، الإمامَ المهديَّ وهو صغير السن ليرى الآية الأخرى وهي كلام المهدي الفصيح، ذلك أن ابن ثلاث سنين وإن كان ممكنًا أن يتكلم، إلا أن هذا الكلام الخاص معبر عن عقائد الإمامة « أنا بقيّة اللّه في أرضه، والمنتقم من أعدائه، فلا تطلب أثرًا بعد عين»!.

ـ التخطيط لما بعد مرحلة الغيبة الفعلية: والتي ستحصل في زمان ابنه الإمام المهدي عليه السلام فقد أطلق عددا من التوجيهات، التي تعتبر بمثابة خارطة طريق للمسير. هذا بالرغم من أن موضوعها ليس مسألة ابتلائية في زمانه هو عليه السلام، ولكن مثلما احتجب عن الناس في فترات ليعوّدهم على احتجاب وغيبة الإمام المهدي (الصغرى ثم الكبرى).

فمن ذلك ما روي عنه عليه السلام في التوقيع المشهور عند الإمامية « فأمّا من كان من الفقهاء صائنًا لنفسه، حافظًا لدينه، مخالفًا على هواه، مطيعًا لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه».[1]

وقد يأتي بحث خاص في هذا الموضوع يناقش تكوين الإمام العسكري مجتمعًا شيعيًّا ضمن منهاج الأئمة موازيًا للمجتمع العام يعيش فيه ولا يعيش معه خياراته وطريقة حياته.

[1]) الحر العاملي؛ محمد بن الحسن: وسائل الشيعة (آل البيت) ٢٧/١٣١.