responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : والد المهدي الامام العسكري نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 50

قد تتوافق مقاييس البشر ـ إذا حكّموا عقولهم ـ مع الانتخاب الإلهي، وقد لا تتوافق كما هو الغالب ولذلك يتساءل القرشيون باستغراب (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ))! ويجيبهم القرآن الكريم (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ)؟.[1]

نعم ربما أشار المعصوم (من نبي أو وصي) إلى بعض الصفات الخفية على الناس والموجودة في هذا الإمام الذي ينص عليه، وهذا ما نجده في بعض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله، في شأن أمير المؤمنين عليه السلام[2]وهو نفس الأمر الذي أخبر عنه الإمام علي الهادي في حق ابنه الحسن العسكري، مع وجود إخوة كانوا من الفضل بحدٍّ حتى ظن قسم من الناس فيهم الإمامة، فأشار الإمام الهادي إلى ابنه العسكري قائلا:« أبو محمد أصح آل محمد غريزة وأوثقهم حجة وهو الأكبر[3]من ولدي وهو الخلف وإليه تنتهي عُرى الإمامة ».[4]


[1] ) الزخرف: 31 ـ 32.

[2]) كقوله صلى الله عليه وآله: كما في فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل2/ 627: «الصديقون ‌ثلاثة: حبيب بن مري النجار مؤمن آل ياسين، وخرتيل مؤمن آل فرعون، وعلي بن أبي طالب الثالث، وهو أفضلهم » .

[3]) الأكبر كصفة لا موضوعية لها وإنما هي على سبيل الإشارة والتعريف، فكون الشخص كبير السن أو أول الأولاد لا يؤهله بالضرورة للإمامة، فقد يكون الأصغر هو المنتخب والمنتجب في علم الله، وقد أشرنا إلى هذا المعنى في كتابنا عن الإمام السجاد: سيد العابدين.

وإنما قال الإمام الهادي هذا تعريفًا بالإمام العسكري عليهما السلام والذي كان الأكبر في تاريخ هذا الكلام وإلا فإن الأكبر من ولده هو السيد محمد المعروف بسبع الدجيل والمدفون في مدينة بلد في العراق، وحين قال الإمام هذا الكلام كان السيد محمد قد توفي (أو قتل كما يرى بعض الباحثين).

[4]) المسعودي: إثبات الوصية ص ٢٤٥: والعرى: جمع عروة وعروة الشيء هو المكان الذي يتمسك به فيه كعروة الإناء، ويلاحظ التعبير عن أئمة أهل البيت عليهم السلام بالعروة الوثقى باعتبار أن العروة لها طرفان: طرف يتعلق مثلا بالباب أو الجدار والآخر يتعلق به من يريد التمسك، وهم أيضا هكذا فطرف منهم معلق بالله سبحانه حيث انتخبهم واختارهم، وطرف آخر ترك للناس لكي يتعلقوا ويتمسكوا به.

نام کتاب : والد المهدي الامام العسكري نویسنده : فوزي آل سيف    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست