4/ أعلم الناس : ومن تلك الميزات أن يكون أعلم الناس بتعليم الله سبحانه، وهنا فمن لا يؤمن بهذه الجهة فإنه لا يستطيع أن يفهم الكثير من الحوادث والقضايا، فماذا يعني أن يكون الإمام الحسن العسكري عليه السلام وهو في سن الثانية والعشرين قد عرف كل العلوم التي كانت سائدة آنئذ وأجاب على كل الأسئلة التي وجهت إليه مع اختلافها، وقد تعرضنا لبعضها عند الحديث عن مكاتباته عليه السلام مع أصحابه.

وكذلك والده الإمام الهادي وجده الجواد عليهما السلام وهما قد توليا أمر الإمامة في حدود الثامنة من العمر، وأعجزوا من حاول إعجازهم!

وقد أقرّ منافسوهم من الفقهاء لهم بهذه الميزة، بل لقد أخذ الخلفاء الأمويون والعباسيون[1] ببعض أقوال أئمة أهل البيت حين عجز فقهاؤهم عن تبين وجه الحل للمسائل.

[1]) من ذلك ما نقله المؤرخون عن لجوء الخليفة الثاني عمر للإمام علي عليه السلام في أكثر من مورد وقولته المشهورة ( لولا علي لهلك عمر) أو ( لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن ) وقضية تحرير النقد من السيطرة الرومية وقد تحدثنا عنه في كتابنا عن الإمام السجاد، وسؤال المعتصم العباسي للفقهاء عنده عن مكان القطع في يد السارق وعدم قناعته بأقوالهم وقبوله قول الإمام الجواد عليه السلام بعدما استدل له من القرآن ( وقد ذكرنا ذلك في كتابنا عن الإمام الجواد عليه السلام).. وغير ذلك من الحوادث الكثيرة التي تحتاج لإفراد دراسة عنها.