السهل بالنسبة لهذا المجتمع أن يبقى وتستمر مسيرته حتى إذا غاب إمامه كما حصل في إمامة الإمام المهدي عجل الله فرجه.

فهذا المجتمع لم يحصل فيه انهيار عندما غاب الإمام ذلك أنه قد تم التخطيط لعلاقاته، كما تم بلورة ونشر أفكاره بين أتباعه، وتكرست الأساليب اللازمة في التعامل مع الآخرين وفيما بين أفراد هذا المجتمع.

1/ القيادة الإلهية محور المجتمع الشيعي:

بينما سار المجتمع المسلم العام على أساس أن من يتسنم الخلافة فهو الإمام المطاع، بأيِّ نحوٍ كان صعوده فيها، وبأي مقدار كان ابتعاده عن مؤهلاتها، كان المجتمع الشيعي قد حسم خياره في القيادة على أساس ولاية الله تعالى ثم رسوله ثم الأئمة الإثني عشر المعصومين، فهؤلاء هم ولاة الأمر الذين تجب على الناس طاعتهم المطلقة، في أمور الدنيا والدين، ومنهم تُتَلقى أحكام الشريعة، وأصول العقيدة. وبالتالي فقد كان المؤمن الشيعي يعرف قيادته الإلهية ولا يموت من غير ولاية لإمام العدل! سواء كان هذا الإمام حاكمًا ظاهريًّا بالإضافة إلى إمامته الإلهية كعلي أمير المؤمنين أو كان مسجونًا بيد الحاكم الظاهري (الأموي أو العباسي).