وهنا من الممكن أن تتحول حالة الشيعة إلى حالة اصطدام دائم وحرب مستمرة مع الجهة الحاكمة، وأعوانها بل ربما مع عامة المجتمع المسلم الذي يرى شرعية الخلافة القائمة ويصحح أعمالها.

ولا ريب أن هذا ليس في مصلحة الدين ولا الشيعة! ومن الصعب على مجتمع أن يعيش حالة الصراع والحرب مع السلطة السياسية بل ومع المجتمع الكبير الذي يعيش في داخله.

الطريق الثالث: أن يوجد مجتمع آخر إلى جانب ذلك المجتمع العام، يكون تحت قيادة أهل البيت عليهم السلام له فكره الخاص، ويلتزم بالنظام الديني الذي يقرره الأئمة عليهم السلام، بل وله دورته المالية الاقتصادية، وله نظامه القضائي، الذي قد يتمايز في بعض أحكامه عن النظام العام المخالف لفتاوى وأحكام الأئمة عليهم السلام، وهذا المجتمع بأفراده هو في داخل المجتمع العام يتعايش معه، فلا يعاديه ولا يحاربه، يكون فيه ولا يكون معه، فيه وجودا ولكن ليس معه في آرائه الخاطئة.

وكما قلنا فإن هذا الأمر كان قد بدأ به الأئمة الأوائل لكن كان أعلى مستويات هذا المجتمع في زمان الإمام الحسن العسكري عليه السلام، وقمة هذا النتاج كانت على يده لذلك أصبح من