المجتمع الشيعي الموازي وعلامات مميزة

مع أن المطلوب من شيعة أهل البيت عليهم السلام ما سبق من الممارسات للحفاظ على مبادئهم وصيانة أنفسهموالعيش السليم ضمن مجتمعاتهم الكبيرة إلا أن ذلك لا يعني ذوبانهم وخفاء وجودهم بحيث لا يعرف بعضهم بعضًا في الحالة الاجتماعية العامة، وإنما لديهم من الممارسات والأفعال ما يعرّف بعضهم للبعض الآخر، وهذا ما قد يشير إليه الحديث المعروف عن الإمام العسكري عليه السلام: « علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى والخمسين، وزيارة الأربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين والجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم.»[1]

بما تقدم.. أوصل الإمام العسكري عليه السلام وفي استكمال لبرنامج آبائه الطاهرين، المجتمع الشيعي إلى قمته في الحفاظ على خصوصياته وفي حمايته من الذوبان من جهة، ومن جهة أخرى في الحفاظ عليه ألّا ينفصل عن المجتمع الكبير بحيث يتحول إلى فئة مارقة، وجماعة منفصلة بحيث يسهل القضاء عليها ماديًّا وعسكريًّا.[2]

ونحن نلاحظ أن هذه الهندسة البنائية للمجتمع الشيعي بقيت إلى يومنا هذا، وهذا المجتمع يعيش في خريطتها ويتفيأ ظلالها،

[1]) المصدر نفسه ص ١٣٨.

[2]) قد نلاحظ مثل هذه الحالات في الخوارج تاريخيًّا، وجماعات التكفير والهجرة معاصرًا.