نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 111
بل حقيقته استثناء شيء عن حكم سابق متعلّق بموضوع، فزيد مستثنى عن
مجيء القوم لا عن القوم، فالاستثناء يرجع في المرتبة الاولى الى الحكم لا الى
الموضوع، و لا سيّما في موارد ينصب المستثنى فيها، كما مرّ من الأقسام الثلاثة-
الموجب، المقدّم، المنقطع.
فعلى هذا: إنّ التعبير بالمنقطع بمعنى انقطاع المستثنى عن المستثنى
منه، و هكذا تخصيص المستثنى منه بالموضوع العامّ: غير صحيح. فالحمار في- ما رأيت
القوم إلّا حمارا- مخرج عن عدم الرؤية لا عن القوم.
و أمّا آية-أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ ...لَوْ
كانَ فِيهِما آلِهَةٌإِلَّااللَّهُ لَفَسَدَتا- 21/ 22. فالمعنى لو كان فيهما آلهة اتخذوها
من أنفسهم لفسدتا، و يستثنى من ذلك الحكم: اللّه القادر المتعال المدبّر الحكيم
الحىّ القيّوم، فإذا استثنى اللّه في مقام الخلق و التدبير و بقي الآلهة لفسدت
السموات و الأرض.
فيدلّ هذا التعبير على أنّ الخلق و التدبير و النظم من اللّه
المتعال.
و أمّا إذا فسّرت كلمةإِلَّا: بالغير [آلهة غير اللّه]: فتكون في مقام توصيف الآلهة و تعريفها، و
لا تكون فيها إشارة الى قدرة اللّه و تدبيره و مقامه و شأنه الرفيع.
و ثانيا- يلزم أن يكون اللّه تعالى بمقتضى هذا التعبير و التفسير في
مرتبة الآلهة و في عرضها، فانّ التغاير يقتضى ما قلناه من التقابل.
و ثالثا- أنّ هذا التعبير و هو فرض أن يكون من دون اللّه آلهة
موجودون فيهما غير صحيح، فانّ العالم يوجد باللّه تعالى، و لا يمكن أن نفرض عالما
لا يرتبط باللّه. و هذا بخلاف التعبير بالاستثناء الملازم لوجود المستثنى و الخارج
في مقام الحكم.
و على هذا: ترى هذا التعبير أى التعبير بكلمة غير، واقعا في القرآن
الكريم في مقام النفي دائما-ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ*، ...مَنْ
إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ*.
و أمّا آية-قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراًإِلَّاالْمَوَدَّةَ فِي
الْقُرْبى- 42/ 23:
فالاستثناء يتعلّق بسؤال الأجر و لا محذور فيه بوجه، فانّ محبّة
القربى (قربى الرسول أو
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 111