نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 112
مطلق ذوى القربى و منهم قربى الرسول) أمر يعود نفعه الى أنفسهم، و
بذلك يتمّ نظم أمورهم و يقوى أساس حياتهم العلميّة و العمليّة و الاجتماعية.
و أمّا آية-فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ
عَلَيْكُمْ حُجَّةٌإِلَّاالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ 2/ 150: فالاستثناء يتعلّق بكون الحجّة
للناس عليهم، و الحجّة البرهان و ما يحتّج به. و المعنى: لئلّا يحتجّ الناس عليكم
و لا يقول المخالفون فيكم و لا يبقى مورد لتمسّكهم، و يستثنى من ذلك الحكم:الَّذِينَ ظَلَمُوا،فانّ من شأنهم التعدّى و التجاوز
الى حقوق آخرين، و لسانهم لا يملك،فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِي.
فلا حاجة لنا بوجه الى التجوّز البعيد الركيك، و لا سيّما في كلام
ربّ العالمين، مضافا الى ضعف المعنى، فانّ ذكر الظالمين بعد عموم الناس من
المخالفين لا وجه له، و أيضا فإنّ ما بعد الآية-فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ
اخْشَوْنِي- لا
يلائم هذا الوجه، فانّ الخشية في صورة فقدان الحجّة من الناس و من الظالمين عليهم
غير صحيحة.
فالاستثناء يرجع الى الحكم و هو إنزال القرآن، أى ما أنزلناه إلّا
للتذكرة لمن يخشى و لهدايتهم الى سبيل الرشد و الصلاح و لتعلّم وظائف العبوديّة و
العمل بها، لا لتكلّفهم و تحمّلهم المشقّة، و جملة- لمن يخشى- تعمّ الرسول و
امّته.
أو المعنى: ما أنزلناه إلّا لتذكّر الناس من الّذين يخشون، و لا يجب
لك أن تتحمّل المشقّة في الإبلاغ-كَلَّا إِنَّها تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ ...فَذَكِّرْ
بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ، ...فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ
مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ- 88/ 22.
و أمّا آية-لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍإِلَّامَنْ تَوَلَّى وَ كَفَرَ: فالاستثناء يتعلّق بتذكر الناس. أى
ذكّر الناس فانّ وظيفة الرسالة إنّما هي التذكير، و لست بمسلّط و حاكم عليهم حتّى
يجب لك إلزامهم و إجبارهم، و يستثنى من الناس الّذين تولّوا و أعرضوا عنك و كفروا
فليس لك أن تذكّرهم، فذرهم و ما يعملون.
فقد ظهر أنّ كلمة- إلّا- للاستثناء في جميع موارد استعمالها في
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 112