مغنى اللبيب-الألفالمفردة تأتى على وجهين، أحدهما أن تكون حرفاً ينادى به القريب. و
الثاني أن تكون للاستفهام و حقيقته طلب الفهم. و قد تخرج الهمزة عن الاستفهام
الحقيقي فترد لثمانية معان: التسوية، الإنكار الإبطالى، و التوبيخي، التقرير،
التهكّم، الأمر، التعجّب، الاستبطاء.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في الهمزة، هو الاستفهام، و أمّا النداء: فليس معنى
للهمزة بل هو مفهوم كلمة أى، ثم خفّفت بحذف الياء فصارت همزة مفتوحة مجردّة، و
دلّت على النداء القريب.
فالمناسب أن ينادى بأى و أيا للبعيد، و بالهمزة للقريب، و يمكن أن
نقول إنّ مقتضى كثرة المبنى أن تكون أيا للبعيد، و أى وآللمتوسّط، وأللقريب.
و الاستفهام إمّا حقيقىّ و هو طلب الفهم لنفسه حقيقة، إمّا نازل
منزلته، بأن يكون الاستفهام بدواعى مختلفة و أغراض خارجيّة، كالتقرير و الامر و
الإنكار و التعجّب و غيرها. فالمستفهم ينزّل نفسه منزلة من يطلب الفهم حتّى يحصل
الغرض المقصود له.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 17