نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 234
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو الضخامة و السمن، ثمّ استعملت
في بدن الإنسان غير اليدين و الرجلين و الرأس لضخامته، و هكذا أطلقت على الإبل
باعتبار ما يتراءى من ضخامة بدنه، فصارت حقيقة ثانويّة فيهما، البدن في بدن
الإنسان و البدنة في الإبل المهداة للبيت الحرام، و التبدين جعله ضخما و بدينا، و
قراءة- فإنّى قد بدّنت- بالتشديد، غير صحيح، و الصحيح كما في- مقا: بدنت- اى كبرت
و أسننت أو سمنت، و استعمالها في الكبير و المسنّ و الوعل و الدرع:
جمع بَدَنَةٍ، و لا يبعد شمولها على البقر أيضا، و البدنة في أصل
اللغة مفرد البدن كالخشبة و الخشب، إلّا أنّ كلمة البدنة بخصوصها قد استعملت في
الجمل و البقر المهداة في الحجّ، و لا يجوز التجاوز عنهافَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَبِبَدَنِكَلِتَكُونَ لِمَنْ
خَلْفَكَ آيَةً- 10/ 92.
هذه الجملة في مقام العقوبة و الأخذ بعد الخطاب بقوله-آلْآنَ وَ قَدْ عَصَيْتَ
قَبْلُ وَ كُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. فلا ينفع التوجّه و التوبة في حال الاضطرار و بعد مشمول العذاب، ففي
هذا اليوم نخلّص و نخرجك ببدنك من ورطة العذاب، و نجعله في مرأى الناس آية من
اللّه تعالى و عبرة للناظرين، فكلمة-بِبَدَنِكَ- بدل عن الضمير بدل الجزء عن الكلّ، و حرف الباء للتأكيد.
إشارة الى إلقاء البحر بدنه الى الساحل ليروا عاقبة دعواه الباطل.
بدا
مصبا-بَدَايَبْدُوبُدُوّاً: ظهر، فهو باد، و يتعدّى بالهمزة فيقال أبديته، و بدا
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 234