نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 238
قال بعضهم:الْبَذْرُفي الحبوب كالشعير و الحنطة، و البزر في الرياحين و البقول. و بذرت
الكلام: فرقته، و بذّرت بالتثقيل مبالغة و تكثير فتبذّر، و منه اشتقّ التبذير في
المال لأنّه تفريق من غير القصد.
أسا-بَذْرُالحبّ في الأرض، و بذر اللّه الخلق في الأرض: فرّقهم. و تبذّر من يدي
كذا: تفرّق. و رجل بذر: يبذّر ماله.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو نثر مع التفريق، و استعملت
كثيرا في نثر الحبّ و تفريق المال خارجا عن الميزان. و النثر: هو رمى في نشر.
أى و لا تفرّق مالك و لا تصرفه خارجا عن البرنامج، سواء كان الصرف و
التفريق في هؤلاء الطوائف أو في غيرهم، فانّ في التبذير تضييع لمال اللّه و لحقوق
الناس و إخلال في النظم.
و الفرق بينالتَّبْذِيرِو الإسراف: أنّ التبذير كما قلنا هو نثر مع التفريق و الإسراف هو
التجاوز عن الحدّ و العدل.
و قد عبّر تعالى في هذا المورد بكلمةالتَّبْذِيرِ: إشارة الى أنّ صرف المال فيهم في
الأكثر لا يكون إسرافا و لا يخرج عن حدّ العدل، نعم تفريق المال فيهم بلا نظم و
بلا برنامج خارج عن التدبير و العدل.
و لا يخفى أنّ تفريق المال ينشأ في الغالب عن داعية نفسانيّة و
استكبار و غرور، و الاستكبار أعظم صفة للشيطان،فَالْمُبَذِّرُيكون شبيها و أخا للشيطان.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 238