نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 268
قوله تعالى-وَبُسَّتِالْجِبالُبَسًّا- يقال سيقت سوقا، و في الحديث- يجيء قوم من المدينةيُبَسُّونَو المدينة خير لهم. و الأصل الآخر
قولهم: بُسَّتِ الحنطة و غيرها أى فتتّت، و فسّر قوله تعالى-وَبُسَّتِالْجِبالُ- على هذا الوجه أيضا، و يقال لتلكالبَسِيسَةِ.
صحا-بَسٌ: أبو
زيد- البسّ: السوق الليّن، و قد بسست الإبل أبسّها بسّا. و بسّست المال في البلاد
فانبسّ: إذا أرسلته فتفرّق فيها، مثل بثثته فانبّث.
و التحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة: هو الكسر و الفّتّ، و هذا المعنى
يختلف بالموضوعات،فَبَسُالحنطة: بالدقّ و السحق. و بَسُّ السويق و الدقيق: بالتفريق بالخلط،
فانّ الخلط يوجب الكسر و الفتّ بين المجموع من إنّه مجموع. و بسّ الإبل:
يحصل بسوق الأفراد و الآحاد و تفريقها عن حالة الجماعة، سوقا ليّنا
حتّى يصدق الفتّ. وبَسُالمال: إنّما يحصل بالتفريق.
أى كسرت و فتّتت، حتّى تكون الأجزاء المفتوتة المكسورة كالهباء المنثور.
فيتحقّق التناسب و النظم المعنوىّ بين هذه الآيات.
و أمّا التفسير بالسير و السوق: مضافا الى كونه معنى مجازيّا، أنّ
السوق لا يناسب ما قبلها و ما بعدها، فانّ صيرورتها هباء إنّما هو نتيجة الفتّ و
الكسر، لا السوق و السير، و المناسب بتحريك الأرض و عظمة الجبال إنّما هو الفتّ لا
السوق ثانيا.
و لا يخفى أنّ البَسَّ قريب المفهوم من البثّ، و الفرق بينهما: أنّ
البثّ كما سبق معناه التفريق. و قلنا إنّ البَسَّ هو الكسر و الفتّ. و قد يجتمعان
في بعض الموارد، و الفرق بينهما اختلاف الجهة و اللحاظ.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 268