أى نفس بلوغ الأحكام الّتى توحى اليه، فهم موظّفون في قبال البلاغ و
تحقّقه من حيث هو في الخارج، من دون نظر الى نسبة الى الفاعل أو المفعول، أى الى
جهة الصدور كما في أفعل أو الى جهة الوقوع كما في صيغة فعّل، فليس للرسول موضوعيّة
و لا لمن يبلغ اليه، بل المنظور بيان البلاغ و وضوحه في نفسه-هذابَلاغٌلِلنَّاسِ.
فبلوغ كلّ شيء بحسبه: فيقال في السير و الوصول الى منتهى المقصد:
فالمراد بلوغهم الى منتهى المقدار من الزمان المعيّن، فانّ الأجل
غاية الوقت من الزمان، و الغاية آخر مقدار من الزمان الممتدّ قبل انتهائه، و أمّا
بعد الانتهاء فليس من الأجل.
و قولهم- و قد تسمّى المشارفة بلوغا بحقّ المقاربة-فَإِذابَلَغْنَأَجَلَهُنَّ*: غير وجيه، فانّالبُلُوغَهنا بمعناه الحقيقي كما قلنا.