بمعنى الحطّ و التنزيل الظاهري، و يلازم هذا المعنى مفهوم التسكين و
التمكين. فانّ الأصل في التبوئة هو التنزيل من حيث هو و من دون نظر الى ما يبوّء
منه أو اليه، و سواء كان ظاهريّا ماديّا أو معنويّا روحانيّا. فالتبوّء هو النزول
من حيث هو هو.
فالفرق بينالتَّبْوِئَةِو الإسكان و التنزيل: أنّ التبوئة هو التنزيل من حيث هو. و الإسكان
من حيث انّه نازل الى مسكن. و التنزيل من جهة النزول من مرتبة.
و أيضا إنّ الإسكان يستعمل غالبا في الماديّات، و التبوئة و التنزيل
أعمّان.
و أمّا استعمال هذه المادّة في مفهوم التساوي: فباعتبار تنزيل كلّ من
المتساويين منزلة الآخر. و أمّا التزويج: فباعتبار كونه قريبا من الإسكان- كما في
قوله تعالى:خَلَقَ
لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها.
فالتزويج نوع إسكان.
يَتَبَوَّأُمِنْها حَيْثُ يَشاءُ- 12/ 56.
أى ينزل من الأرض حيث يشاء، فانّ التفعّل لمطاوعة التفعيل، فيقال
صرّفته فتصرّف.
أى جعلنا محلّ البيت له منخفضا و منحطّا ليسهل بنائها و الطواف عليها
و سائر مناسكها، فان تلك المكان واقعة بين الجبال. هذا هو المفهوم من الجملة، و
قريب منه مفهوم التهيئة. و بهذا يظهر ما في التفاسير من التكلّف و التجوّز في
تفسير هذه الآيات. و اللّه هو الهادي الى الصواب.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 352