الطلب هنا طبيعىّ، أى نفصّل الآيات و نوضح الدلائل و نبيّن الحقائق
الى أن يكون سبيل الضلال منحطّا مبهما، حتّى يطلب الانكشاف و الهداية بالطبع.
و هذا غاية الضلال و الانحراف و الاعوجاج في الطريق.
و أمّاالبَيْنُ: فقلنا إنّ هذه المادّة تدلّ على الانكشاف بواسطة الفرق و الفصل.
فالبين مصدر يدلّ على الانفصال و البعد ثمّ الانكشاف و الوضوح، ثمّ جعل اسما يدلّ
على ما تحصّل من الانفصال، من البعد المتحقّق للشيء.
و لمّا كان البعد للشيء غير محدود و أمرا مبهما، و من شأن هذه
المادّة أن تدلّ على الانكشاف و رفع الإبهام: فيذكر منسوبا الى شيئين فيدلّ على
البعد الواقع بينهما، فيفهم منه مفهوم التوسّط.
و في كليا-بَيْنَ: كلمة تنصيف و تشريك، حقّها أن تضاف الى أكثر من واحد، و إذا أضيف الى
الواحد وجب أن يعطف عليه بالواو، لأن الواو للجمع، تقول المال بين زيد و عمرو، و
بين عمرو قبيح، و أمّا بيني و بينك: فبين فيه مضاف الى مضمر مجرور، و ذلك لا يعطف
عليه إلّا بإعادة الجارّ و قد جاء التكرير مع المظهر. و إذا أضيف الى الزمان كان
ظرف زمان- بين الظهر و بين العصر، و إذا أضيف الى المكان كان ظرف مكان- بين الدار.
و في مفر- بين: موضوع للخلالة بين الشيئين و وسطهما، قال تعالى:وَ جَعَلْنابَيْنَهُمازَرْعاً،يقال بان كذا أى انفصل و ظهر ما
كان مستترا منه، و لما اعتبر فيه معنى
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 369