نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 46
خَيْرٌ*.
و في مورد واحد مقيّدة بالنشأة-يُنْشِئُ النَّشْأَةَالْآخِرَةَ.
و في خمسة موارد مقابلة بالأوّلى-فَأَخَذَهُ اللَّهُ
نَكالَالْآخِرَةِوَ الْأُولى ...فَلِلَّهِالْآخِرَةُوَ الْأُولى.
و في ثمانية و أربعين موردا مقابلة بالدنيا-فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ* ...فِي
الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِيالْآخِرَةِحَسَنَةً ...مَنْ كانَ فِي هذِهِ
أَعْمى فَهُوَ فِيالْآخِرَةِأَعْمى ...اشْتَرَوُا الْحَياةَ
الدُّنْيابِالْآخِرَةِ.
و قد ذكر الآخر مذكّرا صفة لليوم في ستّة و عشرين موردا-آمَنَّا بِاللَّهِ وَ
بِالْيَوْمِالْآخِرِ ...لِمَنْ
كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَ الْيَوْمَالْآخِرَ*.
فظهر أنّ معنى الآخر و الآخرة: هو المراحل المتأخّرة و المنازل
المتعقّبة بعد انقضاء أيّام الدنيا، فيعبّر عنها بالدار الآخرة و النشأة الآخرة و
اليوم الآخر و الآخرة (المطلقة) فالآخرة ممتدّة في طول الحياة الدنيا، فتشمل مرحلة
القبر و البرزخ و الحشر و النشر و الحساب و الجنّة و الجحيم و غيرها.
و ممّا قلنا يظهر لطف التعبير بهذه الكلمة دون كلمة الآخر بالفتح أو
كلمة الاخرى: فانّ الواقع و الحقّ اتّصال مرحلة تلك الدار بالحياة الدنيا و
ترتّبها عليها من دون فصل، فلا معنى في التعبير بصيغة أفعل الدالّة على البعد و
الفصل، و هذا من إعجاز كتاب اللّه المبين.
و أمّا الفرق بين التأخّر و الاستيخار في قولهم- أخّرته فتأخّر و
استأخر:
فالتأخّر للمطاوعة الصرفة، و في الاستيخار مضافة الى المطاوعة: دلالة
على الطلب المكنون في باطنه، فكأنّه يحبّ الاستيخار قبل أن يتأخّر.