فانكشف أنّ لكلمة الأرض إطلاقات، بعضها أوسع من بعض من جهة المفهوم:
المسكن، المحلّ، القرية، البلدة، المملكة، القارّة، الكرةالْأَرْضِيَّةُ،كلّ ما سفل و وقع تحت السماء، كلّ
ما في عالم الجسم و دون عالم الروح و في كلّ من هذه المفاهيم قد أخذ قيدان: السفل،
و النسبة الى العلوّ.
و بهذا اللحاظ لا يصحّ إطلاقها على الإنسان أو الحيوان أو سائر ما
فيه الروح و الحياة، فانّ مفهوم (النسبة الى العلوّ) فيها غير منظورة، و كأنّها بواسطة
حياتها موجودات مستقلّة.
و أمّا جمعها علىأَرَضُونَوأَرَاضِي: فغير فصيحة، و لم ترد في القرآن المجيد، و على تقدير ورودها في كلمات
الأنبياء و الأئمّة عليهم السلام: فلعلّ المراد القطعات و المصاديق و الجزئيّات من
مطلق مفهوم الأرض.
فتدلّ على أنّ اللّه سبحانه خلق سبع سماوات عاليات: منظومات، أو
طبقات، أو محدودات بحدود معلومة عند اللّه تعالى. و لا بدّ أن تكون لكلّ سماء بالنسبة
اليها أرض سافلة.
و يمكن أن يراد من السماوات: السماوات العلويّة الروحانيّة، و من
الأرض في-وَ
مِنَالْأَرْضِمِثْلَهُنَ: السماوات السبع الجسمانيّة
الماديّة. فكلّ منظومة بالنسبة الى عالمها الروحاني أرض، و كلّ عالم روحانىّ
يتعلّق بمنظومة محدودة مشهودة سماء. و اللّه العالم بحقائق الأمور، و لا يخفى أنّ
هذه المعاني كلّها من مصاديق السماء و الأرض و روى هذا المضمون عن الإمام ثامن
الأئمّة الرضا عليه السّلام.
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 1 صفحه : 69