إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ ... قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ قالَ أَ فَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أَنْتُمْ وَ آباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ- 26/ 76.
إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَ آباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ- 21/ 54.
فانّ آباء العمّ هم آباء الأب أيضا، و القائلون بتنزيه الأب عن الشرك لا يفرّقونه عن الأجداد، و الآيات مصرّحة بانّ آباء أبيه و آباء قومه كانوا في ضلال مبين.
و كان ابراهيم عليه السلام يحبّ أن يستغفر لأبيه من اللّه تعالى، و قد استغفر له و قال:
وَ اغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ- 26/ 86.
و قد كان وعد الاستغفار لأبيه من قبل- وَ ما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها- التوبة/ 114.
إِلَّا قَوْلَ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ- الممتحنة/ 4.
سَلامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي- مريم/ 47.
و ظاهر آية الاستغفار [وَ اغْفِرْ لِأَبِي] أنّه قد تحقّق بعد موته، بقرينة جملة- إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ.
فلا تنافى هذه الآية الكريمة آية- فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ: فانّ ظاهر هذه الآية هو التبرّى في حياته.
ثمّ إنّ هذه الآيات الكريمة لا تخالف ما قد ورد من الروايات في أنّ آباء النّبي (ص) كلّهم طاهرون طيّبون.
البحار- 6- باب بدّو نوره و ظهوره- عن رسول اللّه (ص): لا يصيبنا نجس الشرك و لا سفاح الكفر.
و
عن أبى عبد اللّه (ع): فلم يزل ينقلنا من صلب طاهر الى رحم مطهّر، فلم