نام کتاب : كاظم الغيظ الإمام موسى بن جعفر نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 32
قد
أشرنا إلى أن أول موقف وقفه المنصور العباسي مع الإمام الكاظم عليه
السلام بعد توليه مقاليد الإمامة من أبيه ومباشرته
إياها بعد شهادة أبيه الصادق عليه السلام كان أن أوعز إلى واليه على المدينة أن يقتل وصي الإمام لكن كما أسلفنا فقد
كان الإمام الصادق تغطية على وصية ابنه موسى الكاظم قد أوصى في الظاهر إلى خمسة
أشخاص، ولم يكن ممكنا قتلهم جميعا حيث كان المنصور العباسي منهم، كما لم يكن مبررا
اختيار واحد منهم دون الآخرين للقتل وحيث أن الإمام الكاظم لم يتظاهر في بادئ
الأمر بما يزعج السلطة العباسية وإنما انشغل بالتعليم الديني من خلال مسجد رسول
الله صلى الله عليه وآله في المدينة، وحيث كان المنصور العباسي مشغولا بذيول ثورة محمد بن عبد الله
(النفس الزكية) وما خلفته من آثار، حتى أنها أثرت على الفقهاء من خارج الدائرة
(الشيعية) كما نقل في حق أبي حنيفة النعمان، ومالك بن أنس قبل أن يستميل المنصور
مالكًا ويستقطبه للعمل معه، ويتخذ فقهه وموطأه الاساس الرسمي للفقه في الدولة
معلنا بهذا العمل الانفكاك الفقهي والقانوني بين الخلافة العباسية وبين أي أثر من
آثار العلويين الذين كان يمثل فقههم وعقائدهم جد المنصور عبد الله بن عباس[1].
[1] ابو
جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس
نام کتاب : كاظم الغيظ الإمام موسى بن جعفر نویسنده : فوزي آل سيف جلد : 1 صفحه : 32