نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 163
- 41/ 21 انتخاب الجلود باعتبار تماسّها بتمام الأعمال الصادرة من
الإنسان، و لمّا كان هذا النطق خارجا عن ضوابط حواسّنا: فلا نستطيع أن نبحث عنه
بالتحقيق، فانّ النطق فيها يمكن أن يكون بطريق الاظهار و الدلالة الحاليّة، أو
بدلالة الخطوط فيها كما في خطوط الكفّ، أو بتشكّلات و ظهورات اخر توجب التفاهم.
و على أىّ حال:
فلا يذهب عليك أنّ النطق في تلك العالم اللطيفة منقاس بالنطق المادّىّ الظاهرىّ
بوسائل الهواء و الفمّ و اللسان و المخارج، فلا بدّ من ظهوره في تلك العالم أيضا
أن يكون بهذه الوسائل المادّيّة.
فانّ عالم
المادّة و أسبابها و وسائلها و لذائذها المادّيّة و سائر خصوصيّاتها قد انتهت
بالموت و الانتقال الى عالم الآخرة، و هي فيما وراء عالم المادّة، و هي عالم لطيفة
و دار حياة و إدراك ليس فيها من الجمادات غير الشاعرة شيء، و ليس فيها شيء صامت،
بل الأشياء كلّها ناطقة شاعرة.
و نطق تلك
العالم و لغاتها و مكالماتها و اظهارات المعاني فيها و التفاهم فيما بين أهلها
بلغات مخصوصة عامّة يتفاهم بها فيما بين جميع الطبقات و الملل، فكأنّها كالأمور
الطبيعيّة بمناسبة مقتضيات تلك العالم. و قد ورد أنّ لسان أهل الآخرة و لغاتهم
عربيّة، و مادّة العرب تدلّ على التبيّن و الاتّضاح، فلا خصوصيّة للغة العرب في
هذا المورد، بل المراد التكلّم بطور يوجب التبيّن.
. وَ إِنَّ
الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ- 29/ 64. الْيَوْمَ
نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ
بِما كانُوا يَكْسِبُونَ- 36/ 65 في الآيتين الكريمتين دلالة صريحة على
أنّ يوم القيامة قد يختم التكلّم بالأفواه، و يبتدء بتكلّم الأيدى و الأرجل. و
كذلك فيه خاتمة جريان عالم المادّة الّتى لا حياة فيها.
. هذا
كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ- 45/ 29
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 163