نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 164
النطق إظهار ما في الباطن من الغرض و النظر و المقصود و الحاجة و
برنامج العمل. و إذا فقد النطق و انتفى إبراز ما في الضمير بأىّ طريق كان: يكون
وجود الشيء بلا أثر و لا يشاهد منه فائدة و خير، فانّ منزلة كلّ شيء بظهور
الآثار و الخيرات المترتّبة عليه، و لا خير في شيء لا فائدة له.
و على هذا
استدلّ إبراهيم ع بنفي الخير عن وجود الآلهة بقوله:
. أَ لا
تَأْكُلُونَ ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ- 37/ 92. بَلْ
فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ- 21/ 63. ثُمَّ
نُكِسُوا عَلى رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ قالَ أَ
فَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَ لا يَضُرُّكُمْ
أُفٍّ لَكُمْ وَ لِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ- 21/ 65 فخاطب
الآلهة أوّلا بقوله:
. ما لَكُمْ
لا تَنْطِقُونَ حتّى تدفعوا المضارّ و ما لا يلائم عن أنفسكم، و تجلبوا المنافع و
ما يلائم مقصدكم إليكم، و تثبّتوا مقامكم و تظهروا شأنكم.
ثمّ قال في
جواب اعتراضهم بقوله:
. بَلْ
فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ فانّ الكبير إذا لم يستطع دفع الضّرّ عن نفسه فكيف يجوز له
أن يقوم مقام الكبرياء، و كيف يقدر أن يدفع الضّر عن أتباعه! فهو المقصّر العاجز
المجرم في هذا المقام، حيث لم يستطع الحفاظة و الصيانة عن نفسه و عن أتباعه.
و بهذا يظهر
معنى قوله تعالى:
. هذا يَوْمُ
لا
يَنْطِقُونَ وَ لا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ- 77/ 35. وَ وَقَعَ
الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ- 27/ 85
فانّهم من نهاية العجز و التحيّر و المحكوميّة التامّة و مشاهدة كمال المجرميّة،
لا يستطيعون أن ينطقوا، أو يدفعوا بمنطقهم عن ضرّ أو يجلبوا خيرا الى
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 164