نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 22
و الشجر و النموّ المادّىّ و غيرها. فالأصل فيه: خروج شيء مطلقا عن
محلّ مطلق بالنموّ و الرشد مادّيّا أو معنويّا.
و أمّا التعبير
في المصدر بالنبات دون الإنبات: فانّ الإنبات إفعال و هو يدلّ على جهة نسبة الحدث
الى الفاعل و قيامه به، و هذا المعنى يستفاد من أنبت، و تكرير مصدره لا يزيد إلّا
تأكيدا كما في باب المفعول المطلق، و أمّا النبات فيدل على استمرار و امتداد في
مفهوم النموّ و الرشد نفسه و من حيث هو، فانّه مصدر مجرّد، و الألف يدلّ على
استمرار، فقوله تعالى- أنبَتكم نباتا: فيه دلالة على لحاظ قيام الفعل بالفاعل، و
على استمرار النموّ و الرشد. و في المفعول المطلق يكفى ما يدلّ على مفهوم الفعل، و
لو لم يكن من مادّة الفعل.
.
فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ .... وَ شَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ
سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَ صِبْغٍ لِلْآكِلِينَ- 23/ 21 الباء
للربط و المصاحبة، أى تنبت تلك الشجرة مرتبطة و مصاحبة بالدهن و صِبغ للآكلين.
و الصبغ ما
يصبغ به، و الصبغ مصدرا غمس في شيء يوجب تغيّرا و تحوّلا في حالته ظاهرا أو
باطنا. و التكير في الصبغ: إشارة الى نوع من أنواع الصبغ، و من ذلك غمس الخبز في
الإدام و الزيتون.
و لا يناسب
التعديّة: فانّ الشجرة لا تنبت دهنا فقط و بنحو اطلاق.
. وَ اضْرِبْ
لَهُمْ مَثَلَ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ
فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً- 18/ 47 حقيقة الحياة
عبارة عن تجلّى نور الحىّ الثابت الواجب و الافاضة منه.
و الحياة
الدنيا عبارة عن مرتبة ضعيفة نازلة متجلّية في هذا العالم المادّىّ، و هذه الحياة
المتظاهرة المتجلّية كالنباتات الخُضر المتلوّنة اللطيفة الجالبة بإشراب الماء
فيها، فلا تقوّم لها في أنفسها، و إنّما حياتها بالماء.
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 22