نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 282
و النور فيها متساويان و محسوسان بالبصيرة و القلب الروحانىّ و
الشهود الباطنىّ، و يتحصّلان بالتوجّه و الإرادة.
و لمّا كان
المطلوب في المقام هو تحصيل النار لدفع البرد: تجلّت النار في نظره و لم يتوجّه
الى النور ابتداء، مع كون الانجذاب بالنار و النور متساويين و في عرض واحد.
و لا يخفى أنّ
النور الروحانىّ قد يتراءى بالبصر الظاهرىّ: إذا كان البصر الروحانىّ و روحانيّة
القلب حاكما و غالبا و قاهرا على البصر، فيكون البصر فانيا في البصيرة، و الناظر
في الحقيقة هو القلب لا البصر.
و النار توجد
انجذابا و مرابطة باطنيّة في القلب. و النور انشراحا.
و أمّا النار
المعنويّة: كما في:
. فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي
وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ- 2/ 24. إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا .... أُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ- 3/ 10. إِنَّ
الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتابِ وَ يَشْتَرُونَ بِهِ
ثَمَناً قَلِيلًا أُولئِكَ ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ- 2/ 174. إِنَّ
الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي
بُطُونِهِمْ ناراً- 4/ 10 فان أكل مال اليتيم أو أكل الثمن الّذى في قبال
كتمان الحقّ: ليس أكلا طبيعيّا خارجيّا، بل أكل معنوىّ. و كذلك النار المأكولة. و
كما أنّ أكل النار الطبيعيّة المادّيّة تحرق الجهاز الهاضمة و تفسدها: كذلك أكل
النار الحارّة المعنويّة تحرق و تفسد الجهاز الهاضمة المعنويّة.
و لمّا كان
الغذاء الروحانىّ لروح الإنسان: هو التوجّه و الحضور و حصول حالة الارتباط و
الاستفاضة و الاستنارة و شهود المعارف الحقّة: فالجهاز الهاضمة في ذلك المقام هي
استعداد أخذ هذه المعاني و تحقّق الروحانيّة و الصفاء و الطهارة الباطنيّة و تهذيب
النفس من الكدورات و الخبائث و الرذائل في القلب، و تطهير
التحقيق
نام کتاب : التحقيق في كلمات القرآن الكريم نویسنده : المصطفوي، حسن جلد : 12 صفحه : 282